Saturday, March 8, 2008

إنه مقطع السمكات و أذيالها

اليوم الثلاثاء الرابع و العشرين من يناير .. البرد يتخلل العروق .. يتسرب بهدوء قاتل لكل مكان .. سيكون المقهى خالياً اليوم

كنت قد هممت أن أغلق المقهى عند الظهيرة إن لم يأته أحد .. و لكننى حين تذكرت التاريخ أقلعت عن الفكرة . حتماً سيأتى اليوم .. سيأتى بابتسامته العريضة و خطواته المبهجة جداً .. ليبدأ باحتراف لم أر مثله من قبل ينثر الفرح على وجه فتاة جديدة .. يعيد لعروقها الدماء .. و يدفع فيها كل ما تمتلكه من كلمة أنثى .. لتصبح بالتدريج و فى آخر المساء فى جيب سترته الأيمن ..حيث أنه لا يستخدم جيبه الأيسر لحفظ أى فتاة ولو لليلة واحدة خوفاً من أن تقترب من قلبه
يبدو حقاً أنه سيصبح يوم مسلى ... أحب دوماً أن أراقبه و هو يفعل ذلك .. رغم أننى ألوم نفسى بعدها كثيراً لعلمى جيداً أنه يعبث بتلك الفتاة التى فى الجهة المقابلة له من الطاولة .. وهو بارع حقاً رفيع الذوق .. يبهرنى دائماً فى كل مرة .. لا يأتِ سوى بأجمل الفتيات و ألطفهن .. ذوقه يتأرجح ما بين الجمال العربى و التركى ..و يحبهن هادئات ليثير صخبهن الأنثوى الكامن .. يعشقهن ساذجات ليكون أول الأساتذة .. كيف عرفت ذلك ؟؟ و كيف لى ألا أعرف .. المرأة التى تمتلك مقهى يجب أن تعرف كل شئ .. ذلك بديهى جداً
فى أقصى يمين المقهى تقع طاولتى التى تسمح لى بمراقبة الزبائن دون إزعاج واضح لأى منهم .. بعضهم يكتشفنى و يتظاهر أنه لم يفعل .. و بعضهم يخبرنى بابتسامة أو ايماءة رأس خفيفة .. هؤلاء تنمو بينى و بينهم صداقة سرية صامتة .. بعض آخر حين يكتشف تطفلى يغضب بصمت و لا يأت مرة أخرى .. أغلب الفتيات التى تكشفنى لا تأتِ مرة أخرى .. أما الرجال فلا يصنع ذلك معهم فرقاً كبيراً .. أنا بالنسبة لهم مجرد أنثى متطفلة كعهدهم دائماً بعادات النساء .. كما أن الرجل دائماً يحب أن تكون هنالك من تراقبه فى أى وقت و أى مكان لتصنع منه شخصاً هاماً يستحق المراقبة .. و ليصيح بثقة فى وجه إحداهن أن تتركه و شأنه لأنه لا يحتمل المزيد فيكون بصياحه ذلك قد حقق رجولته المكتملة
بالطبع أنا لا أجعل أى منهم يصل لتلك المرحلة معى .. و إلا كنت سأعترف بفشلى كإمرأة فضولية .. فأنا أمارس الفضول للفضول فى ذلك المقهى .. و الرجل هو وسيلتى ليس أكثر
كنت أقول أن البرد شديد .. و اللون الرمادى المحبب لنفسى فى ذلك الوقت من العام يتعانق مع كل قطعة من أثاث المقهى .. كأن بينه و بين كل منها حديث سرى مهم .. تلك الأحاديث تفعل شيئاً ما فى المكان .. وهو على الأرجح شئ حميمى .. وهو فى اعتقادى أيضا ًالذى يبعث الدفئ اللذيذ بقلبى الآن و رغم كل هذا السقيع .. و أنا الآن أسيرة لجمال المكان و للوحدة و الانتظار لممارسة عادتى الفضولية
فكرت أنه وقت فنجان قهوتى الأول التى أصنعها بنفسى .. لايزال المكان صامتاً.. لم تصحو فيروز بعد .. سأعد القهوة لى و لفيروز النائمة .. لأننا نحن الإثنان بحاجة بالغة لكى ننعش المكان احتفالاً بالقادمين
............................................................................
يتبع ....

9 comments:

الشموع البيضاء said...

قصصك جميله حقيقى فيها اطياف واجواء فيروزيه ان صح التعبير..وتلمس القلب ..بعض الفتيات تحب ان تكون صيدا ولكن يعجبها ان يكون الصياد ماهرا مميزا حتى تشعر باهميتها وانها فازت على الاخريات ولكن لا تعلم المسكينه انها من ضمن قائمه طويله..منتظرين المزيد

الشموع البيضاء said...

ايه ده انا كنت اول تعلييييق.. ليا الشرف بجد لانك موهوبه فعلا وللامام تقبلى تحياتى وميرسى على القهوه

يقول أنى امرأة said...

كالعادة توحفة و انا مش هعلق ع القصة غير بعد ما تخلص كلها بس انا عايزة اسال انت لية مش بتكتبى كتير كل يوم ادخل على المدونة اشوفك كتبتى حاجة جديدة ولا لاءة
يا ريت متحرميناش من الجو الفيروزى المميز الى القهوة معيشانا فية
مستنين الباقى

سابرينا said...

woooooooow!
ليبدأ باحتراف لم أر مثله من قبل ينثر
الفرح على وجه فتاة جديدة .
جميييييييييييله جدا.........أستمتاع شديد
u have great obvserver eyes
really u re talented!
wait 4 the next part eagerly!

المـــفـــــــقــــــــوعـــــة مــرارتـهــا said...

مسلية الشغلانة دي بجد
ها ياستي جاب معاه ايه المرة دي منتظرة باقي الحكاية
ولواني مش بحب الرجالة اللي بتلعب بقلوب البنات البريئة

حمامة said...

:)

ننتظر بعد اقهوة وصحوة فيروز

حمامة said...

ليه غيرتى الشكل
صحيح الاخضر حلو بس التانى حلو

la3lahakhier said...

فى انتظار البقية
ان شاء الله ممتازة كالعادة

رصاصة طـائشة said...

فعلا قلم محترف
يجذبك من اول سطر


بأنتظار فنجان القهوة بشغف فيروزي
تاخرتي



تقبلي اعجابي


بــــاربي