أصبحت طاولتى المفضلة عندما تعودت رؤيته كل ثلاثاء ، فى تمام الثامنة صباحاً يدخل المقهى .. يختار طاولة نائية بعيده عن المدخل .. يطلب قهوته ويدخن سجائره فى هدوء يثير إعجابى .. لا يختلف مزاجه وكأنه لا يسمع هذه الأغنيه الا فى مقهانا .. رغم أنها ليست المفضلة عندى .. الا ان هذ الأغنيه إرتبطت عندى بصباح كل ثلاثاء .. رجل فى العقد الخامس من عمره ، يدفن رأسه فى كتابه ولا يرفعها الا لرشف قهوته الساخنة .. يطلب الأغنية بأدب لم أر مثله من قبل ويعتذر عن طلبه المتكرر لنفس الأغنيه ... فلا تجد النادلة غير ابتسامة مرحبة .. وتسرع لتغييير الأغنيه وهى تنظر لنا وتضحك
يبدو كرجل فقد أحد أصدقائه المقربين ، أو شخص عزيز عليه .. ولكنه لا يبدو لى كرجل فقد حبيبته ، رجل يفتح الراديو بمحض الصدفة ، فيجد أغنيه يحبها وكان يتمنى سماعها .. ربما كان كاتب أو مدرس أو شاعر .. ولكنى أحسست بهدوء مزعج ينبعث من هذه الطاولة ... ولم أرغب فى اقتحام عزلته مثلاً وتغيير الأغنيه .. حتى أستطيع خلق حوار ما بينى وبينه
وفى الثامنة صباحاً .. كل ثلاثاء .. يدخل مقهاى .. يطلب قهوته الساخنة .. يدخن سجائره .. ولا سبيل لتغيير مزاجه الهادىء
1 comment:
لا سبيل لذلك........!
ممكن اغنية_حبو بعض_
تحياتى
Post a Comment